أن يتوقع الآخرون منك معرفة ما يفكرون فيه أو ما يختلج فى صدورهم …أن يتخذوا قرارات بشأنك و يبدأوا خطوات التنفيذ دون مواجهة…دون أدنى اهتمام باحاسيسك …بكل عزم و اصرار على اهانتك…أن تكون آخر من يعلم…دائماً…أن تكون رد الفعل…دائماً…أن تستشعر مدى تفاهتك فى عيون الآخرين …يأتون و ينصرفون كما يحلو لهم دون اعتبار لوجودك…أن يؤمن البعض بنظرية المؤامرة فيصر على تأويل أفعالك و أقوالك بما يتنافى دائماً مع النية المقصودة دون انتظار النقاش… أن تتوقع الكثير ممن تحبهم فتشعرهم بتميزهم و خصوصيتهم فى حياتك و يرمون إليك بالفتات بل و ينتظرون منك العطاء الأبدى…أن تلوك ألسنتهم السوء و تكن أنت آخر من يعلم …أن تبكى فتتلقفك أيدى و قلوب أناس لم تكن لتتوقع منهم الشفقة و ينظر إليك من تتوهم حبه بكل جفاء و استهانة لما تمر به…أن تقل خيراً فى أناس لا يستحقون الخير ،أن تصبر على آذاهم و تتقى و تصبر و يصرون على ما يفعلون دون أدنى احساس بوخز الضمير…أن يتخلى عنك من تحب من أجل من لا يستحق... أن يلعب الجميع دور الضحية فى سبيل اقناع الآخرين بأنك المتهم الوحيد …أن يمثل الجميع أدوار النقاء و الطهر و العفة و الايمان للحكم على أفعالك و أقوالك بالفسوق ….أن يكن مَن أمامك من الأنانية بمكان فيستمر فى الشكوى دون اعتبار لمعاناتك و الالامك…أن تتسول الدمع فيأبى قناع القوة السخيف أن يهبك اياه… أن تصرخ فلا تسمع صوت صرختك لأنك اعتدت الصمت…أن يتملكك الاحساس بسخف الكلام و سخف الصمت و يكن عقلك شهيد الصراع… أن يستشرى تعبك فى كل هذا الخواء لتكتشف أنه من الضيق… فيفيض…أن يكن الآخرون مصدر شقاؤنا الدائم أو سعادتنا المؤقتة … أن نكابر و نصر على أننا لا نبالى لكثرة الطعنات فى حين أننا نعلم تماماً أننا فى الحقيقة كاذبون…أن تنسى كل ذلك فتقع فى حلقة السخف المفرغة مرة أخرى لأنك ظننت أن تلك المرة…أو ذاك الشخص…يختلف!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق