لنتخيل المشهد
ليل داخلى
تتمتد على أرضية الحمام و تطلق العنان لدموعها …تستشعر التيه فى هذا الخواء الواسع…تستشعر ضعفها الأبله الذى أودى بها إلى نقطة البداية…بلا أحد…بلا بدائل…تتزايد ضربات قلبها و تتسارع…كما لو كانت تعدو بكل قوتها على شاطىء البحر…تتداخل قدراتها على كتم الألم أمام الجميع…حتى أمام أقرب الناس إليها…و قدراتها على تصنع القوة أمامه…و تبكى…تتكالب تفاصيل الذكريات الحميمية على قلبها كنصل سكين بارد …تتساءل لماذا؟؟ لأنها ببساطة غير قادرة على الصراخ… قاومت فى البداية…لكنها استسلمت قرب النهاية…للأسف…تلعن نفسها …لا تلومن إلا نفسها…تحاول النهوض فتستند على الحائط المجاور لها…تتلمسه…هو بارد أيضاً…كما صوته قرب النهاية… صوته الذى طالما أنس وحدتها فى أكثر لحظات حياتها ضعفاً و ارهاقاً…ربما لم يدرك هو ذلك…فهى لا تمتلك القدرة على البوح الصريح…هى دائماً منعزلة إذا ما شعرت بالألم و الغضب…و الضعف…تخطو نحو الباب بترنح يدعو للشفقة…تصر الدموع على خدش الذكريات المفرحة...رؤية ضبابية…تلاشت قدرتها على تمييز الصواب من الخطأ…و هل ما كان صواباً؟؟ و هل كان قرارها صواباً؟؟ التجربة لا تتحمل التكرار كسابقتيها لأنها لازالت تؤمن بذلك الجزء الخفى الطفل فى اعماقه…لكن…فى النهاية لابد و أن يقول العقل كلمته الأخيرة…تعود إلى سريرها و تتدثر بغطائها الدافىء…رغم ذلك فداخلها قارص البرودة…و فجوة الألم تزداد…هى لم تنم بشكل جيد لعدة أيام حتى الآن…هى تعلم أنه قد لا يتفهم موقفها جيداً…لكنها فقدت كل قدراتها على الاقناع …جل ماتريده أن تستكين الريح فى قلبها …العودة إلى ماقبل الحدث… محدقة فى الحائط المقابل لها…تهمهم…يالله لم يعد هناك من قد يستمع إلىّ غيرك…أنا متعبة…أعلم أننا لا نعود لنفسنا نفسها مرتين…لكن…أجبر كسرى يالله…أرجوك…ساعدنى…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق