الأربعاء، 10 يونيو 2009

ارتداد


دائما اتخيل عقولنا كالغرف الواسعة المظلمة و الافكار ككرات مرتدة … فاذا ما بدأنا التحليل تضرب احدى الكرات احدى الحوائط و اذا ارتدت فذلك لكى ترسل لعقلنا الواعى اشارة اننا اخطأنا الهدف و الهدف هو تعزيز ما حدث أو ما سوف يحدث بمنطق نتقبله و نستطيع التعايش معه…..و غالبا ما تظل تلك الكرات فى عملها الدائم- الا و هو الارتداد- و لا نصل لذلك المنطق المقبول…. ففى معظم -ان لم يكن كل الحالات- تضرب تلك الافكار بعضها بعضا…. فتلك الفكرة تعترض على ذلك المنطق و تدحضه و ذلك المنطق يتنافى مع ما حدث و يتحول العقل فى النهاية الى ما يشبه الدوامة التى تبتلع هذا الصراع المرير حتى نصاب بالصداع و نتمنى لوكانت الحياة تتبع تلك القواعد الرياضية التى تصل بتابعها الى البرهان.

احيانا قد يتحول موقف يراه البعض فى غاية التفاهة الى بؤرة مشتعلة من الأخذ و الرد و يستثار من يحاول التهدئة فتبتلعه تلك البؤرة فى طياتها ويخرج منها محملا بالندم على ماقد قيل و بعد أن تنطفأ النار و نحكم العقل نجد أنه كان من الممكن تجنب الموقف كلية و أنه فى الحقيقة لم يكن يستحق كل ذلك العناء ….حتى أنه لا يستحق هذا الوقت من التفكير.

عجيبة قلوب البشر!تتبدل من حال الى حال ….قد تصل فى لحظات الى قمة السعادة بكلمة بسيطة و قد يتسبب موقف ما فى سعادتنا للحظات لنجد ذات الموقف يسبب لنا فيما بعد اقسى حالات الحيرة التى قد تؤدى الى الحزن و الانكسار!

يقولون ان النسيان نعمة…. فلما لا اقوى على النسيان….و يقولون أن الحب نعمة….فلما لا يقوى قلبى على استحضارها معك.

قررت ان اتعايش فى دنياى بدونك….و لكن عندما اتخذت القرار ….عدت الىّ… ففقدت القدرة على الاختيار و سلمت امرى اليك
.

هناك تعليق واحد:

  1. كتبتى فابدعتى يا مروة
    احييكى على تشبيهاتك وخاصه عندما شبهتى العقل كالدوامه تشبيه بليغ وكلام رائع ذا معنى عميق

    ردحذف